"التمكين الإداري للنساء" خطوة نحو قيادة السلطة المحلية

في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن، قد يعتقد البعض أن النساء اليمنيات ليس لديهن دور في خدمة المجتمع وتطويره، إلا أنهن رغم العقبات التي وقفت أمامهن أثبتن قدرتهن ومسؤوليتهن في تولي زمام الأمور بجدية وإدارة الأعمال الموكلة إليهن بكل حنكة وجدارة. 

وبرز دور المرأة في المجتمع من خلال قيامها بأعمال تطوعية إلى جانب المجتمع المدني، وتميزها عند توليها مناصب في السلطة المحلية، ومن أبرز النساء بمدينة تعز، صباح الشرعبي، وهي من النساء اللواتي حققن حضوراً ملموساً منذ بداية الحرب، حيث تشغل رئيسة للّجنة الوطنية للمرأة في محافظة تعز، وعملت سابقاً نائبة مدير عام الإعلام، ومديرة لإدارة العلاقات العامة في محافظة تعز، وبرزت أيضاً من خلال حضورها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل عام 2013.

العنف الإداري

كان لصباح الشرعبي دور كبير بالعمل المجتمعي عبر مؤسسة نحن هنا للإغاثة والتنمية والتي تأسست عام 2015 وقدمت من خلالها العديد من الأنشطة والخدمات التي عادت بالنفع على المجتمع. إلى جانب ذلك كان لصباح اهتمامات وأنشطة أخرى بجانب استحقاقات النساء وحقهن في المشاركة بالقيادة، ”أكثر اهتمامي في العمل على العنف الإداري وآثاره، حيث أن الجميع كان يركز على العنف الاجتماعي والنفسي ولكننا باللجنة وفي فعالية حملة الـ16يوم المناهضة للعنف ضد المرأة. كان فرع اللجنة بتعز هو الوحيد الذي أقام ورشة خاصة بالعنف الإداري“، تتحدث صباح الشرعبي لمنصتي 30.

وتضيف صباح: ”حالياً نعمل على قضية التمكين الإداري للنساء في الوظائف الحكومية، لتتحرك المرأة في تعيين بعض النساء في مناصب إدارية في السلطة المحلية“.

وعن طموحات صباح المستقبلية في مجال العمل بالسلطة المحلية توضح: ”من طموحاتي أن أتمكن من مساعدة أكبر عدد من النساء للوصول إلى المواقع الإدارية التي يستحققنها وأيضاً المواقع السياسية، حيث أنه لدينا الكثير من المشاركات في ورش عمل وتقديم أوراق تتعلق بالمرأة والعنف الإداري، ودافعي الأول هو أن يكون للمرأة دور رئيسي في مختلف مجالات الحياة وأهمية تمكينها في مواقع صنع القرار الإداري والسياسي“.

أهم الدوافع

وفي ذات السياق، تقول وفاء الصلوي مديرة عام الشؤون القانونية في مستشفى الثورة بتعز: ”تم تعييني في هذا المنصب عام 2020 عن طريق إجراء مفاضلة بين أربعة مكاتب في تلك الفترة من القانونيين العاملين بعدة مكاتب تنفيذية“، وكان لتخصص وفاء الصلوي في مجال القانون بدرجة الماجستير دور في تفوقها الوظيفي.

أثناء ممارسة العمل لاقت وفاء بعض المعوقات والصعوبات التي واجهتها وتواجهها الكثير من النساء. تضيف خلال حديثها لمنصتي 30: ”كنت أسمع عبارة هذه إلا امرأة كيف بتشتغل؟“، لكن الواقع أبرز قدرة النساء ووفاء على العمل عند توليهن منصب، توضح: ”استمريت في العمل وكنت المرأة الوحيدة في محافظة تعز مديرة عام لمكتب تنفيذي“.

مشاركات عدة قامت بها وفاء الصلوي بعد توليها العديد من المناصب في المحافظة بمجال الشؤون القانونية، أبرزها صياغة القاعدة القانونية ومناقشة قانون العدالة القانونية، ودورات كثيرة في مجال العنف ضد المرأة والنوع الاجتماعي.

أمنية وفاء أن تعيّن في مركز يقّدر جُهودها وخدمتها في المجال القانوني حسب عملها لسنوات طويلة تقدر بـ 30 عاماً.

طموح للوصول 

زينب عبدالله هي الأخرى من النساء اللواتي حققن نجاحاً بارزاً أثناء توليها مديرة إدارة تنمية المرأة في مديرية القاهرة بمحافظة تعز، حيث بدأت عملها منذ بداية العام 2010، وركزت على المشاريع التي تخدم المرأة كالتدريب والتأهيل والدعم النفسي.

واصلت زينب عملها رغم الصعوبات التي واجهتها ”عدم وجود ميزانية تشغيلية معتمدة للإدارة كانت أبرزت المعوقات لاستمرار العمل، والمنظمات يتغنون بالمرأة إعلامياً وفي الواقع لا يوجد شي، وأكبر تحدي عدم وجود تمويلات لمشاريع تخص المرأة سواءً من المجلس المحلي أو المنظمات الداعمة للمرأة“.

وعن آخر مشاركاتها، قالت ”قمت بإعداد الخطة الاستراتيجية لتنمية المرأة تبع الوزارة المحلية في محافظة عدن، وأيضاً قمنا بإعداد 6 مشاريع مازلنا نبحث لها عن ممولين“، وتشير زينب إلى أن هُناك صعوبات تواجهها في حياتها ولأنها تؤمن أن الحياة لابُد أن يكون فيها الكثير من التحديات للوصول إلى النجاح؛ يجعلها لا تلتفت لشيء يُعرقل نجاحها و طموحاتها.

تطمح زينب إلى دراسة الدكتوراة، وأن يتحقق حلمها بأن يكون للمرأة دور فعال وحقيقي في مراكز صنع القرار من أسفل الهرم إلى أعلى الهرم.