تقرير خاص لـ "الأمناء" يكشف خفايا وأسرار مؤامرة استهداف النخبة الحضرمية والقوى التي خلفها..
(الأمناء / تقرير خاص:)
مَن المستفيد من نقل الصراع إلى ساحل حضرموت المستقر وتأخير تحرير الوادي غير المستقر؟
من القوى المحلية والإقليمية التي تسعى لاستهداف النخبة وبث الإشاعات حولها؟
كيف استطاع الانتقالي الجنوبي التصدي للمشاريع الصغيرة؟
ما علاقة المكونات الكرتونية بمساعي حزب الإصلاح للسيطرة على حضرموت؟
كيف استطاع أبناء حضرموت تفتيت مشاريع الهضبة الزيدية وفضحها؟
تمثل النخبة الحضرمية مكسبًا عسكريًا ووطنيًا هو الأكبر لحضرموت بعد تحقيقها نجاحات منقطعة النظير في مواجهة واجتثاث الإرهاب، تلك المهمة التي كانت ولا تزال في مقدمة مهامها العسكرية، إلى جانب نجاحاتها في حماية أمن واستقرار هذه المحافظة الاستراتيجية.
وعلى إثر نجاحات النخبة الحضرمية سعت الأطراف المتضررة إلى شن مؤامرات ومخططات للتعدي على النخبة وإضعاف صلاحياتها، من خلال بث الإشاعات التحريضية عليها لمحاولة تضليل الرأي العام حول قوات النخبة، إلا أن دعم ومساندة أبناء حضرموت لقوات النخبة أحبط الألاعيب السياسية الهادفة إلى زج ساحل المحافظة وقواته فيها.
الأحداث الأخيرة التي طرأت بحضرموت شكلت رأيًا عامًا، حيث أشاد مغردون جنوبيون بقوات النخبة الحضرمية، مؤكدين أنها تمثل درع حضرموت وسيفها، ومحط فخر واعتزاز كل جنوبي بأبطالها البواسل وبكفاءتها واحترافيتها وبما حققته من انتصارات وإنجازات.
وأشاروا إلى أن الانتصارات التي حققتها النخبة الحضرمية في محاربة العصابات والجماعات الإرهابية كانت نابعة من شعورهم بالانتماء لهذه المحافظة وضرورة فرض الأمن والأمان فيها.
النخبة الحضرمية:
في 24 من أبريل 2016، تم إعلان تحرير مديريات ساحل حضرموت، عقب سيطرة قوات النخبة الحضرمية التابعة للمنطقة العسكرية الثانية على مدينة المكلا عاصمة المحافظة، بعد عام من سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي عليها، وقد حظيت هذه القوات بحاضنة شعبية كبيرة لقربها من الأهالي.
ناشطون إعلاميون قالوا إنَّه ”خلال السنوات الماضية شهدت المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النخبة الحضرمية والأمن الحضرمي، حالة أمن واستقرار سياسياً عسكرياً واجتماعياً نسبياً، مقارنة بالمحافظات المحررة الأخرى”.
وأضافوا: “إلا أنها شهدت تراجعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة أحدث حالة إرباك سياسي، ابتداءً بتبني السلطة المحلية بالمحافظة المتمثلة بالمحافظ مبخوت بن ماضي، تيارًا جديدًا وهو مجلس حضرموت الوطني الذي يسيطر عليه حزب التجمع اليمني للإصلاح «الإخوان»، متسبباً في حالة من الانقسامات الحضرمية في مكوناتها وأحزابها“.
وقالوا إن “أبرز هذه المؤشرات هو إعلان مكون مجلس حضرموت الوطني، ومكون الإقليم الشرقي”، وأشاروا إلى أنّ كل ذلك يهدف لإفشال أي مساعٍ لاستقرارها وتنميتها، بهدف عرقلة استكمال تحرير وادي وصحراء حضرموت.
الإقليم الشرقي:
وفي 9 يناير الحالي، أُعلن في مدينة سيئون بوادي حضرموت، عن تشكيل لجنة تحضيرية لما أطلق عليه ”المجلس الموحد للمحافظات الشرقية“، وذلك عقب يومين من صدور بيان وقعت عليه 230 شخصية من محافظات حضرموت، وشبوة، والمهرة، وسقطرى، وحمل اسم ”الإقليم الشرقي“.
محللون سياسيون ، أكدوا أنَّ خطوة إعلان الإقليم الشرقي تحمل بصمة جماعة الإخوان المسلمين وفرعهم في اليمن حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذين يحاولون تشتيت الجنوب بكل الطرق والعمل على شق الصف، في سبيل خدمة أحزابهم، ولكن بصبغة محلية.
وقالوا إنَّ ”دلالة التوقيت في إعلان الإقليم الشرقي مهمة جداً، حيثُ يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى لم ووحدة الصف، ونجح في عمل ميثاق جنوبي لمعظم المكونات الجنوبية، وهي الخطوة التي أزعجت صانعي الوحدة اليمنية وأدوات المحتل“.
درع الوطن:
المكتب الإعلامي لمحافظ محافظة حضرموت مبخوت بن ماضي، نشر خبراً في 17 يناير الحالي، عن لقاء في مدينة المكلا، جمع المحافظ بقائد قوات الدعم والإسناد بالمملكة العربية السعودية لتحالف دعم الشرعية اللواء سلطان البقمي، لمناقشة الوضع الأمني والإجراءات والتدابير اللازمة لتعزيز الأمن بالمحافظة.
هذا اللقاء أعقبه موجة غضب واسعة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول أخبار عن دخول قوات ”درع الوطن“ للاستقرار والانتشار في مناطق ساحل حضرموت، الأمر الذي أحدث رفضًا قاطعًا كون هذه المناطق مستقرة أمنياً منذُ سنوات، عقب سيطرة قوات ”النخبة الحضرمية“ في العام 2016، وقريبة من الجميع وتحظى بعلاقة جيدة مع المجتمع الحضرمي.
رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، العميد الركن سعيد أحمد المحمدي، قال: إنَّ ”حضرموت تجاوزت مؤامرة خطيرة، كانت تستهدف قوات نخبتها الحضرمية، وهو المنجز العسكري الذي يفخر به كل حضرمي غيور على أرضه، وحريص على أمنها واستقرارها“.
ويضيف المحمدي في تصريح صحفي: ”إن قوات درع الوطن شُكِلت لتحل محل قوات المنطقة العسكرية الأولى، الموالي الكثير من أفرادها للحوثيين والجماعات الإرهابية“. مطالباً قيادة التحالف العربي بالإسراع في إخراجها من وادي حضرموت. لافتاً إلى أن أبناء حضرموت يختلفون في كثير من المسائل، لكنهم يجمعون على ضرورة المحافظة على قوات نخبتهم.
ويبقى السؤال الأكثر أهمية: لمصلحة من نقل الصراع إلى الساحل المستقر إلى حد كبير أمنيًا وعسكريًا، وتأخير عملية تحرير وادي حضرموت غير المستقر؟
الانتقالي الجنوبي يتصدى للمشاريع الصغيرة:
تواصلا لثورة الجنوب السلمية والوقوف ضد المحتل ولإيجاد حامل سياسي للقضية الجنوبية ككل باعتبار كافة القضايا في محافظات الجنوب تندرج في إطارها جاء إعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، كمكون سياسي يضم مكونات وألوان الطيف الجنوبي كافة من باب المندب إلى المهرة، مدافعاً عن القضية الجنوبية ومقدرات وثروات الجنوب والتصدي للمشاريع الصغيرة التي تحاول قوات الاحتلال اليمني وعبر أحزابهم ومكوناتهم زرع الفتنة بين أبناء الجنوب عامة وحضرموت خاصة، التي تعد العمق الاستراتيجي للجنوب وأنظار العدو، الذي لا يريد أن يتخلى عنها أو يتركها في حالها.
ولكن مهما كانت محاولاتهم لتفكيك النسيج الحضرمي الجنوبي فالشعب في الجنوب وحضرموت سيقف لهم بالمرصاد من خلال الثورات والهبات والدفاع عن الجنوب عسكرياً لأجل القضاء على تلك المشاريع، ومنها مجلس حضرموت الوطني الذي أعلن عنه مؤخرا لشق الصف الحضرمي الذي تحركه أدوات خارجية.
إجهاض قبل الولادة
المشروع الحضرمي المعلن عنه مؤخراً تحت مسمى “مجلس حضرموت الوطني” الموالي لحزب الإخوان اليمني بإيعاز من عدد من المشائخ وحزب الإخوان كممثل لحضرموت تم إجهاضه ووأده قبل ولادته، وذلك على واقع موجة الاستقالات من قبل أشخاص تم الزج بهم وعلى رأسهم الشيخ عمر بن حبريش العليي، الذي أعلن استقالته من هذا المجلس ولحق به الكثير كون هذا المجلس لا يمتلك الحاضنة الشعبية؛ لأن لديه مشاريع يمنية بثوب جنوبي.
مرامي حزب الإصلاح
بعد تقليص نفوذه العسكري والشعبي في جنوب اليمن، يسعى حزب الإصلاح إلى الدخول إلى الجنوب مرة أخرى، من خلال المكونات ذات الهويات المحلية، التي لا تحمل طابعا سياسيا أو أيدولوجيا واضحا، عبر بعض الأحزاب اليمنية سيئة السمعة بين الجنوبيين. تبعًا لذلك، اعتبر كثير من الجنوبيين أن إعلان مجلس كهذا بمثل هذا التوقيت، واحتكاره تمثيل مكونات ومواطني حضرموت، الهدف منه زعزعة الجهود التي يقوم بها المجلس الانتقالي من خلال تعزيزه الصف الجنوبي وفتح سبل للحوار البيني بين مختلف الأطراف الجنوبية بما فيها الحضرمية.
عضُّوا عليها بالنواجذ
الباحث والمحلل سياسي والعسكري ثابت صالح قال: “من أهم المكاسب والإنجازات التي تحققت للجنوب خلال هذه الحرب هي القوات الجنوبية، بغض النظر عن الأخطاء التي رافقت مسيرة إنشاء وعمل هذه القوات، وهي بطبيعة الحال أخطاء فرضتها ظروف المواجهة المستمرة مع قوات الغزاة الحوثيين وأعوانهم من الإخوان وجماعات القاعدة وداعش ومثيري الفتن والفوضى”.
وأضاف: “النخبة الحضرمية واحدة من أهم وأفضل الوحدات الجنوبية، ومكسب مهم لحضرموت أولاً وللجنوب ثانياً، حيث اضطلعت هذه النخبة بأدوار ومهام تاريخية عظيمة وجسيمة، فقبل أن تنشأ هذه النخبة كانت حضرموت وخاصة ساحلها وعاصمتها المكلا، تحت سيطرة تنظيم القاعدة منذ أوائل إبريل 2015م في عملية تخادم ضمني واضحة بين الحوثيين الذين كانوا قد غزوا معظم محافظات الجنوب منذ 20 مارس 2015 من ناحية، وبين هذا التنظيم الإرهابي والإخوان، من ناحية أخرى، لذلك جاء القرار الجنوبي المدعوم من دول التحالف العربي بإنشاء هذه النخبة وتسليحها وتنظيمها، اعتمادا على أبناء حضرموت وعلى وحدات المنطقة العسكرية الثانية، وأسندت للقائد العسكري المحنك صاحب التاريخ الجنوبي المشرف اللواء الركن فرج سالمين البحسني مهمة قيادة هذه النخبة في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد”.
واختتم ثابت: “وما انفكت قوى الشمال من بقايا نظام 7/7 الذين أصبح يقودهم الحوثيون منذ استيلائهم على صنعاء في سبتمبر 2014 – ما انفكت هذه القوى تواصل محاولاتها للنيل من النخبة الحضرمية بكل أشكال التآمر والتحريض والتشويه، هذه القوى أدركت أن هذه النخبة هي التي أفشلت وستُفشل بإذن الله كل أعداء حضرموت وأعداء الجنوب، بل وأعداء السلام والأمان والاستقرار”.
وقال الصحفي الجنوبي شائع بن وبر: “الأمر الوحيد الذي اجتمع عليه كل أبناء حضرموت بمختلف فئاتهم وشرائحهم وانتمائهم السياسي هو النخبة الحضرمية الممثلة الوحيدة لهم حاضرا ومستقبلا.. متفقون جميعا، أطفالا ورجالا ونساءً وشيوخًا وساسةً وأحزابًا على أن النخبة الحضرمية هي الممثلة الوحيدة لحفظ أمنهم واستقرار محافظتهم”.
وأضاف بن وبر: “وهكذا فإن أي محاولة تمرير قوات من أبناء حضرموت، تحت مسميات أخرى إلى أماكن يسودها الأمان في ظل النخبة الحضرمية، لا جدوى منه، في حين الأولى أن تستلم تلك القوات الأماكن التي أُنشئت منها، فهم من أبنائها وأدرى بشعابها”.
